• مقدمة وتوطئة تعريفية عن المدونة ومحتوها
  • سلامي مصر- البداية – بقلم مصطفي محمد سعدي
  •  القرآن الكريم والسنة الشريفة
  •  المجموعة الأدبية والقصائدية الخاصة بـ مصطفي محمد سعدي
  • تابع أساسيات العلوم على الفيس بوك كنوع من المساهمة في إثراء المدونة

قراءة حساسة في أمر انتخابات الرئاسة

الثلاثاء، 29 مايو 2012 التسميات: , , , ,

8 رجب 1433 هـ , 29 مايو 2012 مـ
عندما فكرت في أن أكتُب رأيي وتعليقي على الوضع الذي تعيشه مصر الآن , جلست لأرتب أفكاري ونقاط حديثي في هذا الأمر , ولكنني وجدت أن الأمر يتلخص في عدة نقاط بسيطة جداً , ولكنها تعبر على الصغير والكبير , إلا من رحم ربي , وهذه النقاط إن لم نلتفت إليها سنظل في هذه الأحداث سجالاً .. تارةٌ تهزمنا وتارةٌ تهزمنا .
وهذه الأسباب هي :
1.الغباء والجهل السياسي والإجتماعي والديني , نقول الجهل العام إن جاز التعبير , الذي يقطن في عقول وقلوب الفئة العظيمة من الشعب المصري , ومرض التبّعية الفكرية العمياء , وأقصد بهذا المصطلح : أن يكون الفرد تابعاً لما يقوله شخصٌ ما فقط لأنه يوافق جهله فيكون نصرة لنفسه أمام ذاته , حتى وإن غيّر هذا المُتّبَعْ موقفه ورأيه أكثر من مرة بطريقة غير مُبررة  . وهذه الفئة من الناس التي تتميز وتنبغ في الجهل المركب (الجاهل يظن نفسه هو العالم وغيره جهلاء , ويظن أن الجميع يحاربه لعلمه) , كما سماه ابن تيمية , فئة خطرة جداً وتستطيع نشر جهلها بصورة غير متوقعة , وهذا طبعاً أتى لنا من ترهل العملية التعليمية والتركيز فقط على المقررات الواهية ونسيان تعليم الطلاب القيم والأخلاق وألا يكونوا تابعيين لأحد .
2.الهجوم الإعلامي الغير مُبرر الذي يُسهم بشكل أو بآخر في تلوين عقلية المُشاهد , فالهجوم بدون دلائل , وعدم التماس الأعذار إلا لمن على هواهم , هذا هو شعار الإعلام في الفترة السابقة , بل والحالية أيضاً , وبالطبع المصري بطبيعته كسول عن البحث , فحينما يسمع الكلمة ممن على هواه , لا يُكلف نفسه لكي يبحث عن صحتها , سواء توافر له ذلك أو لم يتوافر .
3.إبتعاد التيارات السياسية الدينية عن محاولة الوصول لعقليات الشعب الجاهلة وتوعيتها , وهذا من وجهة نظري المتواضعة كلفهم الكثير , أنا معهم أن هناك عقليات لا يجوز التفاهم معها , ولكن الصورة العامة التي ستنتج عن المحاولة يُمكن أن تُفتن قلوب بعضهم , وهذا حال الدعوة للإسلام في مناطق عدة خارج العالم العربي ؛ فمعظم من يعتنق الإسلام يعتنقه لأنه شعر بسماحته , وأغّرتهُ السمات التي يتمتع بها المُسلمون , وقد كفلها الله لهم وأباحها .
4.الصورة الضبابية الغير واضحة المعالم من قِبل المجلس العسكري وموقفه , واللجنة العليا للانتخابات , كيف يُمكن أن يُعقل أن قانون العزل السياسي قد طُبق , ونحنُ نرى "شفيق"
موجود في السباق الرئاسي , لا وما يُزيد الطين بلة , أنه دخل في جولة الإعادة , أنا الآن أحلُم بتفسير جيد له نتيجة شريفة لهذا الأمر .
5.انتشار فكرة "الكيل بمكيالين" , وهذا نراه واضحاً جالياً , في تفكير الفئة الغالبة من الشعب , في أن ما هو جيد وثوري وشريف لغير الذين ينتمون للتيارات الإسلامية , هو للتيارات الإسلامية عارٌ وخزي وبيع لدماء الشُهداء .
6.التقييم الغير مسئول لأداء التيارات الإسلامية على الساحة السياسية وخصوصاً مجلس الشعب , والسؤال الذي يطرح نفسه : "ما دور مجلس الشعب ؟!" , سؤال لا تجد له إجابة عند من يهاجمون التيارات الإسلامية , ولهذا السبب قُلت "غير مسئول" .
وهل هذا المجلس الذي يدّعون أن الأسلاميين به أغلبية كاسحة , ليس به غير الإسلاميين ! , بالطبع لا , إذاً ماذا فعلوا ؟! , وندخل الحلقة المُفرغة ولا نخرج منها غير بإضاعة الوقت , الأحسن لنا أن ننظر للجزء المملوء من الكوب ولا يقوم بتوجيهنا أحد , أياً كان من هو ! .

وأتمنى من الله أن يوفقنا ويوفق مصرنا الحبيبة إلى كُل ما يُحبه ويرضاه , وبكل صراحة وحيادية سأدعم الدكتور مُحمد مرسي في جولة الإعادة كما دعمته في الجولة الأولى , وللعلم فقط أنا لست محسوباً على أي تيار ولا أنحاز لأي تيار لأني أرفض هذه الفكرة الآن , لأني وبكل بساطة أُريد الخير لمصر .

مصطفى سعدي
 
أساسيات العلوم - SciBasics © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates